هل تشعر بالقلق من مصطلحات القلب المعقدة؟ حين يذكر الطبيب كلمات مثل “قسطرة” و”دعامة”، قد يزداد شعورك بالارتباك والخوف. هذا التردد قد يؤخر قرارًا طبيًا يمكنه أن ينقذ حياتك. لا تدع الحيرة تسيطر عليك. في هذا المقال، سنوضح لك ببساطة عن الفرق بين القسطرة والدعامة ومتى تحتاج لكل منهما لتطمئن على صحة قلبك.
ما هي القسطرة القلبية؟ دليلك لفهم الإجراء الأول
القسطرة القلبية هي إجراء طبي دقيق، وهي ليست مجرد عملية بل هي وسيلة تمكن الطبيب من الوصول إلى شرايين القلب. ببساطة، هي عبارة عن إدخال أنبوب رفيع ومرن جدًا (يُسمى القسطر) من خلال شريان في اليد أو الفخذ، ثم توجيهه بحرص عبر الأوعية الدموية حتى يصل إلى القلب والشرايين التاجية. هذا الإجراء هو الخطوة الأولى والأساسية للتشخيص الدقيق وأيضًا للعلاج. يعتبر هذا الإجراء حجر الزاوية في طب القلب الحديث، حيث يسمح للأطباء برؤية ما يحدث داخل الشرايين مباشرةً دون الحاجة لجراحة القلب المفتوح.
القسطرة التشخيصية مقابل العلاجية: متى نستخدم كل نوع؟
كثيرًا ما نسمع عن نوعين من القسطرة، وفهم الفرق بينهما يزيل الكثير من الغموض.
القسطرة التشخيصية: هدفها هو “التشخيص” فقط. يقوم الطبيب بحقن صبغة خاصة عبر القسطر، ومن ثم يتم تصوير الشرايين التاجية بالأشعة السينية (Angiography). هذه الصور تكشف بوضوح أماكن الانسداد أو التضيق في الشرايين، وتحدد درجة خطورتها. إنها بمثابة خريطة تفصيلية تساعد الطبيب على تحديد المشكلة بدقة متناهية.
القسطرة العلاجية (التداخلية): إذا كشفت القسطرة التشخيصية عن وجود انسداد خطير، يمكن للطبيب أن ينتقل فورًا إلى “العلاج” في نفس الجلسة. هنا، لا يكتفي الطبيب بالنظر، بل يتدخل لفتح الشريان المسدود، وهو ما يُعرف بـ
angioplastyأو رأب الوعاء. هذا الإجراء هو الذي يمهد لتركيب الدعامة.
إذن، ما هي الدعامة القلبية؟ 🤔
الدعامة القلبية (stent) هي أداة طبية، وليست إجراءً بحد ذاتها. هي عبارة عن أنبوب شبكي صغير جدًا مصنوع من المعدن، قابل للتمدد. وظيفتها الأساسية هي العمل كسقالة أو “دعامة” تبقي الشريان التاجي مفتوحًا بعد أن يتم توسيعه. بدون الدعامة، قد يعود الشريان المتضيق إلى الانغلاق مرة أخرى بعد فترة قصيرة. لذا، الدعامة هي الحل الذي يضمن استمرار تدفق الدم بشكل طبيعي إلى عضلة القلب.
الفرق بين القسطرة والدعامة في جملة واحدة
لفهم الأمر ببساطة: القسطرة هي وسيلة الوصول إلى الشريان، والدعامة هي الأداة التي نتركها داخل الشريان لإبقائه مفتوحًا.
لا يمكن تركيب دعامة بدون إجراء قسطرة قلبية أولًا. فالقسطرة هي الإجراء الطبي الذي يتضمن استخدام البالون والدعامة كأدوات علاجية. هما إجراءان طبيان يعملان معًا لعلاج أمراض القلب والشرايين التاجية المسدودة والمتضيقة.
كيف تتم عملية تركيب الدعامة وفتح الشريان الضيق؟

عملية تركيب الدعامة، أو ما يُعرف طبيًا بـ “التدخل التاجي عن طريق الجلد” (PCI)، تتم عبر عدة خطوات متتالية خلال القسطرة العلاجية:
الوصول للشريان: يدخل الطبيب أنبوب القسطرة من شريان اليد أو الفخذ.
توسيع الانسداد: يتم إدخال سلك دقيق عبر القسطرة ليعبر منطقة الانسداد في الشريان التاجي. فوق هذا السلك، يتم تمرير بالون صغير (قسطرة البلونة) إلى مكان التضيق.
نفخ البالون: ينفخ الطبيب البالون لعدة ثوانٍ. يقوم ضغط البالون بدفع الترسبات الدهنية (البلاك) المسببة للانسداد نحو جدار الشريان، مما يؤدي إلى فتح الشريان وتوسيعه.
تركيب الدعامة: بعد تفريغ البالون وسحبه، يتم إدخال الدعامة وهي محمّلة على بالون آخر. توضع الدعامة في مكان الانسداد بالضبط، ثم يُنفخ البالون مرة أخرى، فتتمدد الدعامة وتلتصق بقوة بجدار الشريان.
النتيجة النهائية: يتم سحب البالون والقسطرة، بينما تبقى الدعامة في مكانها بشكل دائم لضمان إعادة تدفق الدم بحرية إلى عضلة القلب. ❤️
الدعامات العادية مقابل الدوائية: أيهما أفضل لقلبك؟
توجد أنواع مختلفة من الدعامات، وأشهرها هما الدعامات العادية والدعامات الدوائية.
الدعامة العادية (Bare-Metal Stent): هي دعامة معدنية بحتة، تقوم بدورها الميكانيكي في إبقاء الشريان مفتوحًا.
الدعامة الدوائية (Drug-Eluting Stent): هي دعامة معدنية مطلية بدواء يتم إطلاقه ببطء على مدى عدة أسابيع أو أشهر. هذا الدواء يمنع النمو المفرط للأنسجة داخل الدعامة، مما يقلل بشكل كبير من فرصة حدوث تضيق جديد في نفس المكان.
بشكل عام، تعتبر الدعامات الدوائية هي الخيار الأفضل والأكثر استخدامًا اليوم في معظم الحالات، لأنها توفر نتائج أفضل على المدى الطويل.
متى تحتاج إلى قسطرة ودعامة لإنقاذ حياتك؟
قد يوصي طبيبك بهذا الإجراء إذا كنت تعاني من أعراض تشير إلى وجود مشكلة في تدفق الدم إلى قلبك. أهم هذه الحالات:
الذبحة الصدرية (Angina): وهو الألم الذي تشعر به في الصدر عند بذل مجهود، ويكون ناتجًا عن عدم حصول عضلة القلب على كفايتها من الدم والأكسجين.
الجلطة القلبية (Heart Attack): تحدث عند انسداد أحد الشرايين التاجية بشكل كامل ومفاجئ، ويُعد فتح الشريان بالقسطرة والدعامة هو العلاج الأسرع والأكثر فعالية لإنقاذ عضلة القلب.
نتائج فحوصات غير طبيعية: إذا أظهرت فحوصات مثل رسم القلب بالمجهود أو المسح الذري وجود نقص في تروية عضلة القلب.
تقنيات متقدمة لعلاج الشرايين المعقدة مع د. أسامة شعيب ✅
في مركز دار القلب بطنطا، لا يقتصر الأمر على مجرد تركيب دعامة. فبعض الحالات تكون أكثر تعقيدًا وتتطلب خبرة وتقنيات استثنائية. وهنا تبرز خبرة الدكتور أسامة شعيب في التعامل مع أصعب الحالات، مثل:
علاج تكلسات الشرايين الصلبة: في بعض الأحيان، يكون الانسداد صلبًا ومتكلسًا لدرجة أن البالون العادي لا يستطيع توسيعه. في هذه الحالات، يستخدم د. أسامة شعيب تقنية الشنيور الطبي (Rotational Atherectomy)، وهي أداة دقيقة تقوم بإزالة التكلسات الصلبة من جدار الشريان، مما يمهد الطريق لتركيب الدعامة بنجاح فائق.
دقة متناهية مع التصوير الداخلي (IVUS): لضمان أفضل نتيجة ممكنة، يستخدم د. أسامة تقنية الموجات فوق الصوتية من داخل الشرايين (IVUS). تسمح هذه التقنية برؤية الشريان من الداخل بصورة ثلاثية الأبعاد، مما يساعد على تحديد حجم الدعامة المثالي والتأكد من تركيبها بشكل كامل ومحكم، وهو ما يقلل من فرص حدوث أي مشاكل مستقبلية.
تغيير الصمام الأورطي بالقسطرة (TAVI): تمتد خبرة د. أسامة لتشمل إجراءات نادرة ومعقدة مثل تغيير الصمام الأورطي بدون جراحة، مما يجعله مرجعًا موثوقًا في مجال طب القلب التداخلي.
أسئلة شائعة نسمعها كثيرًا في العيادة
هل عملية القسطرة وتركيب الدعامة مؤلمة؟
لا، الإجراء نفسه غير مؤلم. يتم إعطاء المريض مخدرًا موضعيًا في مكان إدخال القسطرة (اليد أو الفخذ). قد يشعر المريض ببعض الضغط، لكنه لن يشعر بأي ألم حقيقي داخل الشرايين.
كم من الوقت أحتاجه للتعافي؟
التعافي سريع بشكل مدهش. معظم المرضى يعودون إلى منازلهم في اليوم التالي للإجراء، ويمكنهم استئناف أنشطتهم الطبيعية خلال أسبوع، مع الالتزام بتعليمات الطبيب.
هل الدعامات حل نهائي أم مؤقت؟
الدعامة هي حل دائم للمكان الذي وُضعت فيه. لكنها لا تعالج مرض تصلب الشرايين نفسه. لذلك، من الضروري جدًا الالتزام بنمط حياة صحي وتناول الأدوية الموصوفة لمنع تكون انسدادات جديدة في شرايين أخرى.
قلبك يستحق الأفضل: استشارة تنقذ حياة 🛡️
الآن بعد أن اتضح لك الفرق بين القسطرة والدعامة، وأنهما إجراءان متكاملان يعملان معًا لفتح الشرايين المسدودة وإعادة تدفق الدم، لم يعد هناك داعٍ للقلق أو الخوف. إن فهمك لهذه الإجراءات هو الخطوة الأولى نحو اتخاذ القرار الصحيح لصحة قلبك.
في مركز دار القلب، وبوجود خبرة متقدمة مثل خبرة الدكتور أسامة شعيب، أنت لا تحصل على علاج فحسب، بل تحصل على خطة متكاملة تضمن لك أفضل النتائج بأحدث التقنيات العالمية.
لا تتردد في حجز استشارتك. فحص بسيط اليوم قد ينقذ حياتك غدًا. 👉

