تخيل أنك جالس بهدوء، وفجأة تشعر أن قلبك ينبض بسرعة غريبة… نبضات متتالية، رفة خفيفة في الصدر، وربما دوخة أو ضيق في التنفس 😟.
هذا الإحساس المفاجئ ليس دائمًا خطرًا، لكنه إشارة من جسدك تستحق أن تُسمع. فـ اسباب رفرفة القلب المفاجئة كثيرة، منها البسيط المؤقت ومنها ما يرتبط بـ أمراض القلب ويحتاج تقييمًا طبيًا دقيقًا.
ما هي رفرفة القلب؟
رفرفة القلب أو خفقان القلب (Palpitation بالإنجليزية) هو مصطلح يصف أي شعور بأن قلبك ينبض بأسلوب مختلف عن المعتاد. قد تشعر به كـ:
تسارع في ضربات القلب (Tachycardia).
ضربات قلب قوية وواضحة بشكل غير طبيعي.
عدم انتظام في النبضات، كأن القلب يتخطى نبضة (Skipped beat).
رفة أو اهتزاز سريع في منطقة الصدر.
في معظم الحالات، لا يكون هذا الشعور مؤشرًا على وجود مرض خطير، بل هو استجابة لـمحفزات معينة. ولكنه أحيانًا قد يكون العرض الأول لمشكلة طبية كامنة. تعريف الخفقان ببساطة هو الوعي بضربات قلبك التي عادة لا نشعر بها.
بعض العادات اليومية التي قد تسبب رفرفة القلب المفاجئة
قبل القفز إلى استنتاجات مقلقة حول أمراض القلب، من المهم مراجعة نمط الحياة اليومي، فهناك العديد من العوامل والعادات اليومية الشائعة التي قد تسبب تحفيز خفقان القلب:
المنبهات: تناول كميات كبيرة من الكافيين (القهوة، الشاي، مشروبات الطاقة) أو النيكوتين (التدخين) يعد من أشهر محفزات خفقان القلب المفاجئ.
الإجهاد والتمارين الشاقة: القيام بـالتمارين الشاقة أو بذل مجهود بدني مفاجئ يمكن أن يؤدي إلى تسارع نبضات القلب.
عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم: الإجهاد وقلة النوم يضعان ضغطًا كبيرًا على الجهاز العصبي، مما قد يجعل القلب ينبض بشكل غير منتظم.
الجفاف: عدم شرب كمية كافية من الماء يؤدي إلى انخفاض حجم الدم، مما يجبر القلب على العمل بجهد أكثر لضخ الدم.
بعض أنواع الأدوية: أدوية الرشح والزكام التي تحتوي على مزيلات الاحتقان، وبعض أدوية علاج الربو يمكن أن تسبب رفة القلب.
القلق والتوتر: هل حالتك النفسية هي السبب؟
العلاقة بين القلق وخفقان القلب قوية جدًا ومثبتة علميًا. عندما تشعر بالخوف، التوتر، أو القلق، يطلق جسمك هرمونات الإجهاد مثل الأدرينالين، والتي تؤدي إلى تسارع ضربات القلب استعدادًا لمواجهة الخطر (استجابة “الكر والفر”). هذا قد يظهر على شكل خفقان مفاجئ.
نوبات الهلع: هي السبب الأكثر دراماتيكية، حيث يشعر الشخص بـتسارع شديد ومفاجئ في نبضات القلب مصحوبًا بـضيق في التنفس، رعشة، والدوخة، وأحيانًا الشعور بالموت. على الرغم من أن هذه الأعراض مرعبة، إلا أنها غالبًا لا تكون خطيرة على القلب نفسه، ولكنها تتطلب علاجًا نفسيًا.
اسباب رفرفة القلب المفاجئة الطبية
في بعض الحالات، تكون رفة القلب علامة على وجود مشكلة طبية تحتاج إلى تقييم وعلاج. من أبرز هذه الأسباب:
فقر الدم (الأنيميا): نقص الحديد يقلل من قدرة الدم على حمل الأكسجين، فيحاول القلب التعويض عن طريق العمل بأسلوب أسرع.
اضطرابات الغدة الدرقية: فرط نشاط الغدة الدرقية يفرز هرمونات تسبب تسارع معدل الأيض وضربات القلب.
انخفاض سكر الدم: شائع لدى مرضى السكري ويمكن أن يسبب الخفقان.
أمراض القلب الهيكلية: مشاكل في صمامات القلب أو تضخم عضلة القلب يمكن أن تؤدي إلى عدم انتظام النبض.
اضطراب نظم القلب (Arrhythmia): هذه مجموعة من الحالات التي يكون فيها نبض القلب غير طبيعي. هي من الأسباب الأكثر جدية للخفقان.
الفرق بين رفرفة القلب الطبيعية والخطرة
الحالة الوصف المدة التوصية رفرفة عابرة تحدث عند التوتر أو بعد مجهود خفيف ثوانٍ إلى دقيقة طبيعية ✅ رفرفة متكررة تحدث بدون سبب واضح أو أثناء الراحة دقائق متكررة تحتاج فحص طبي رفرفة مع أعراض أخرى دوخة، ضيق تنفس، ألم بالصدر طويلة ومتكررة خطيرة وتستدعي طبيب قلب إذا كانت الرفرفة تصاحبها ضيق في التنفس أو إغماء مفاجئ، فلابد من تقييم الحالة لأنها قد تكون إشارة مبكرة على اضطراب نظم قلبي خطير مثل الرجفان الأذيني.
عدم انتظام ضربات القلب: متى تكون الرفة أكثر من مجرد شعور؟
اضطراب نظم القلب ليس مجرد شعور، بل هو خلل حقيقي في النظام الكهربائي للقلب. هناك أنواع عديدة، بعضها حميد وبعضها يتطلب علاجًا فوريًا.
الرجفان الأذيني (Atrial Fibrillation): هو النوع الأكثر شيوعًا من عدم انتظام ضربات القلب. وفيه تنبض الحجرات العلوية للقلب (الأذينين) بشكل فوضوي وسريع، مما يجعل النبضات غير منتظمة تمامًا. إذا لم يُعالج، فإنه يزيد من خطر الإصابة بالجلطات الدماغية.
الرفرفة الأذينية (Atrial Flutter): تشبه الرجفان الأذيني، ولكنه يكون فيها نبض القلب سريع ومنتظم.
تسرع القلب فوق البطيني (SVT): نوبات من ضربات القلب السريعة والمنتظمة تبدأ في الحجرات العلوية للقلب.
تسرع القلب البطيني (Ventricular Tachycardia): حالة خطيرة تبدأ في الحجرات السفلية للقلب (القلب البطيني)، وتجعل القلب ينبض بسرعة شديدة تمنعه من ضخ الدم بفاعلية. قد تكون مهددة للحياة.
“أشعر برفرفة ودوخة”.. أعراض مصاحبة لا يجب تجاهلها 🚨
رفة القلب وحدها قد لا تكون مقلقة، لكن عندما تجتمع مع أعراض أخرى، يجب الحصول على استشارة طبية فورية. هذه الأعراض الخطيرة تشمل:
دوخة شديدة أو شعور بالإغماء.
ضيق حاد في التنفس أثناء الراحة.
ألم أو ضغط في الصدر.
ارتباك أو تشوش ذهني.
تعرق شديد غير مبرر.
هذه الأعراض قد تشير إلى أن القلب لا يضخ الدم بكفاءة، وهي حالة طارئة.
التشخيص الدقيق في مركز دار القلب: كيف يكشف د. أسامة شعيب السبب؟
لتحديد ما إذا كانت رفة القلب حميدة أم ناتجة عن مرض قلبي، يعتمد د. أسامة شعيب على نهج دقيق يبدأ بالاستماع لتاريخك المرضي، ثم ينتقل للفحوصات المتقدمة:
رسم القلب (ECG): هو خط الدفاع الأول، يسجل النشاط الكهربائي للقلب في لحظة الفحص.
جهاز هولتر (Holter Monitor): بما أن الخفقان قد لا يحدث أثناء وجودك في العيادة، فهذا الجهاز القابل للارتداء يسجل ضربات قلبك على مدار 24-48 ساعة لرصد أي عدم انتظام عابر.
الإيكو (Echocardiogram): يستخدم الموجات فوق الصوتية لتقييم بنية القلب وصماماته، والكشف عن أي عيوب هيكلية قد تسبب الخفقان.
التصوير المتقدم (IVUS): في الحالات التي يشتبه فيها بوجود مشكلة في الشرايين التاجية، يستخدم د. شعيب تقنية التصوير بالموجات فوق الصوتية من داخل الشرايين للحصول على صورة دقيقة للغاية، مما يساعد على التشخيص الدقيق ووضع أفضل خطة علاج.
كيف تفرق بين خفقان القلب الطبيعي وغير الطبيعي؟
الطبيعي: يحدث أثناء ممارسة الرياضة أو القلق ويزول سريعًا.
غير الطبيعي: يظهر بدون سبب، أثناء الراحة أو أثناء النوم، ويُسبب الشعور بعدم انتظام النبضات أو الرفرفة في الصدر.
لو لاحظت أن قلبك ينبض بشكل غير منتظم أو سريع جدًا، فلا تكتفي بالمراقبة، بل قم بزيارة الطبيب فورًا لتجنب أي مضاعفات على المدى الطويل.
العلاقة بين رفرفة القلب والنوم
كثير من المرضى يلاحظون رفرفة القلب أثناء النوم أو قبل الاستغراق فيه مباشرة.
قد يكون السبب:القلق الليلي أو التفكير الزائد.
انقطاع النفس أثناء النوم.
اضطراب كهرباء القلب أو الرجفان الأذيني.
لذا ينصح د. أسامة شعيب بإجراء تخطيط قلب شامل إذا تكررت الرفرفة الليلية أكثر من مرتين أسبوعيًا.
علاج رفرفة القلب: من الطمأنة إلى أحدث التقنيات
وعلاج خفقان القلب يعتمد كليًا على السبب:
تغيير نمط الحياة: إذا كان السبب هو التوتر أو الكافيين، فالعلاج يكمن في تقنيات الاسترخاء وتقليل المنبهات.
الأدوية: يمكن استخدام أدوية لتنظيم سرعة ونظم القلب أو علاج الحالات المسببة (مثل مشاكل الغدة الدرقية).
الكي (Ablation): في حالات اضطراب نظم القلب مثل SVT أو الرفرفة الأذينية، يمكن استخدام القسطرة لتدمير (كي) البؤرة الصغيرة في القلب التي تسبب الإشارات الكهربائية الشاذة.
التدخلات المتقدمة: في الحالات المعقدة لـأمراض الشرايين التاجية، يبرع د. أسامة شعيب في علاج الحالات الصعبة عبر القسطرة، واستخدام الشنيور الطبي لإزالة التكلسات الصلبة، وحتى إجراء تغيير الصمام الأورطي بالقسطرة (TAVI) للمرضى غير المؤهلين للجراحة، مما يمنحهم أملًا جديدًا.
نصائح بسيطة للتعايش مع رفرفة القلب الحميدة
إذا أكد لك الطبيب أن الخفقان لديك غير خطير، يمكنك اتباع هذه النصائح لتقليل حدوثه:
حدد المحفزات: احتفظ بمذكرة صغيرة تسجل فيها متى يحدث الخفقان وماذا كنت تفعل أو تأكل قبله.
مارس الاسترخاء: جرب تمارين التنفس العميق أو التأمل لتهدئة جهازك العصبي.🧘
حافظ على رطوبة جسمك: اشرب كميات كافية من الماء على مدار اليوم.💧
تجنب المنبهات: قلل من القهوة والتدخين قدر الإمكان.
لماذا لا يجب أن تتجاهل رفرفة القلب؟ استشر الخبراء اليوم
صحيح أن العديد من حالات خفقان القلب تكون حميدة، لكن التفريق بينها وبين الحالات الخطيرة هو دور الطبيب المتخصص، وليس التخمين. إن استشارة خبير مثل د. أسامة شعيب في مركز دار القلب لا تمنحك تشخيصًا دقيقًا فحسب، بل تمنحك راحة البال التي تستحقها. لا تدع القلق يسيطر على حياتك. ❤️
الأسئلة الشائعة (FAQ)
س: على ماذا تدل رفرفة القلب؟
في معظم الأحيان، تدل رفرفة القلب على استجابة لمحفزات مثل التوتر والقلق، أو تناول المنبهات، أو الإجهاد. ولكن في بعض الحالات، قد تدل على وجود حالة طبية كامنة مثل فقر الدم، اضطرابات الغدة الدرقية، أو عدم انتظام ضربات القلب.
س: ما سبب خفقان القلب بسرعة فجأة؟
السبب المفاجئ غالبًا ما يكون مرتبطًا بنوبة هلع أو قلق، أو استجابة لتناول كمية كبيرة من الكافيين، أو مجهود بدني مفاجئ. وفي حالات أقل شيوعًا، قد يكون سبب تسارع النبض المفاجئ هو نوع من اضطراب نظم القلب مثل تسرع القلب فوق البطيني (SVT).
س: لماذا أشعر برفرفة قلبي فجأة؟
الشعور المفاجئ بالرفرفة يمكن أن يحدث بسبب إشارة كهربائية شاذة وعابرة في القلب، أو نتيجة لإفراز هرمون الأدرينالين استجابة للخوف أو الإثارة المفاجئة. الكثير من الناس يشعر بذلك دون وجود أي مرض قلبي.
س: ما هي أسباب خفقان القلب والدوخة ورعشة والشعور بالموت؟
اجتماع هذه الأعراض معًا (خفقان، دوخة، رعشة، وشعور وشيك بالموت) هو الوصف الكلاسيكي لنوبة الهلع. على الرغم من كونها تجربة مرعبة، إلا أنها عادة لا تكون خطيرة جسديًا. ومع ذلك، من الضروري استبعاد الأسباب القلبية الخطيرة مثل اضطراب نظم القلب الحاد، لذا يجب مراجعة الطبيب فورًا عند حدوثها للمرة الأولى.